دور الأزهر الشريف في مقاومة الإرهاب في إفريقيا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

يتناول هذا البحث دور الأزهر الشريف في مقاومة الإرهاب في إفريقيا، حيث تجاوز الأزهر دوره المحليّ إلى مجال أوسع إقليميًا وعالميًا، يوضح إدراک القائمين عليه لرسالته الدينية والإنسانية في العالم، في مواجهة ضد الإرهاب والفکر الإرهابي الذي تسلّط على عدد من المناطق في إفريقيا، وأصبح خطرًا يهدد مجتمعاتها ودولها، ويسيء قبل ذلک إلى مبادئ الإسلام وقيمه السمحة التي تعلي قيم الإنسانية والمواطنة، ولم يقتصر أثره على غير المسلمين بل کانت معاناة المسلمين منه أشدّ؛ مما دفع الأزهر کأکبر المؤسسات الدينية السنية في العالم للقيام بمسؤولياته إزاء هذا الخطر؛ والتي ارتکزت أولًا على رفض الأعمال الإرهابية بجميع أنواعها، أيًا کانت ديانة أو عقيدة القائمين بها، لنزع أي غطاء ديني يحاول القائمون بها والمروجون لها أن يتستروا به؛ بهدف إعطاء جرائمهم صبغة شرعية، وادعاء مشروعيتها، فوقف الأزهر لهم بالمرصاد يُفند أدلتهم، ويظهر الحکم الشرعي فيها، ويؤکد براءة الإسلام من العنف والإرهاب. وقد وجدت الدول الإفريقية والمنظمات الدولية وعلماء هذه الدول في الأزهر وخريجيه الملاذ والقدوة التي تحمل راية الوسطية والاعتدال في العالم ليتصدى للجماعات الإرهابية ويفند آراءها، ويمنع انخراط عناصر جديدة في صفوفها. وکان الأزهر ومؤسساته على قدر المسؤولية، ليس فقط من الناحية النظرية اکتفاءً ببيانات الشجب والإدانة، ولکن بجهود عملية تعتمد تخطيطًا استراتيجيًا شاملًا داخل مصر وخارجها، داخليًا: بتدريب الأئمة والدعاة الأفارقة في الأزهر، وغرس قيم الاعتدال والوسطية لدى الطلاب الأفارقة الذين يدرسون في الأزهر، وخارجيًا: بالمبادرة إلى الذهاب إلى قلب المناطق المنکوبة بخطر الإرهاب، عن طريق القوافل الدعوية والإغاثية والزيارات الميدانية لقيادات الأزهر - وعلى رأسها شيخ الأزهر -، وتقديم الدعم والمساعدة لجميع المضارين دون تمييز لجنس أو دين.

الكلمات الرئيسية