عبيدالله بن الحبحاب الموصلي ودوره الإداري والسياسي والعسکري والعمراني في العصر الأموي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية ـ جامعة الأزهر بأسيوط

المستخلص

يعالج هذا البحث جهود شخصية طموحة من الشخصيات الإسلامية التي ظهرت في العصر الأموي، والشخصية المعنية هي شخصية عبيدالله بن الحبحاب السلولي القيسيَّ بالولاء ودوره الإداري والسياسي، فهو يعد أحد الشخصيات المهمة التي کان لها دور بارز وملحوظ في النواحي الإدارية والاقتصادية والسياسية في العصر الأموي، وخاصة في فترة خلافة هشام بن عبدالملک ( 105 ـ 125هـ / 723 ـ 742 م ) فرغم کونه من الموالي إلا أنه استطاع بفضل نشاطه وذکائه وطموحه وکفاءته تولى العديد من المناصب المرموقة في الدولة الأموية، وقد بدأ حياته العامة کاتبًا صغيرًا في ديوان الخراج، ثم أصبح أحد کتابه البارزين، ونظرًا لما أظهره من مقدرة ونشاط خلال عمله الديواني حظي بمکانة کبيرة لدى الخليفة هشام بن عبد الملک، فأسند إليه رئاسة ديوان الخراج والجند في مقر الخلافة بدمشق، ثم عهد إليه بولاية خراج مصر أکبر ولايات الخلافة وأغناها، فأظهر کفاءة ومقدرة إدارية، ونجح في رفع عائداتها المالية من الجزية والخراج فبلغت أربعة ملايين دينار، وکانت قبل ذلک دون الثلاثة ملايين دينار، وساعد هذا النجاح الذي حققه على تعميق ثقة الخليفة به، فرفع مکانته وولاه على بلاد المغرب والأندلس (116 ـ 123هـ / 734 ـ 741م )، فتولاها بعزيمة وهمة وضبط أمورها، واهتم بعمران مدينة تونس، ووسع دار صناعة السفن بها، وجدد جامع الزيتونة، وقام بنشاط بحري کبير، فأرسل العديد من الحملات البحرية لغزو جزر البحر المتوسط الغربية، ولکن رغم هذه الجهود التي قام بها، وهذا النشاط الدائب الذي طبع  فترة ولايته، فإن صفو الحياة لا يخلو من کدر، فقد شهدت السنة الأخيرة منها ثورة کبيرة قام بها الخوارج الصفرية من البربر بزعامة ميسرة المدغري، زلزلت أرکان السلطة الأموية في بلاد المغرب، ولطخت تاريخه وجعلته عرضة للقيل والقال، وکان إخفاقه في القضاء عليها سببًا في عزله، فعاد إلى المشرق حيث لفه النسيان، وانتهت حياته بقتله على يد العباسيين في مدينة واسط سنة 132هـ . 

الكلمات الرئيسية