الأثرُ العربي الإسلامي في اليهودية اللغة والأدب أنموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مکتبة الإسکندرية

المستخلص

التراث الإنساني؛ منتج ثقافي تدارکي، إذ يتأثر المتجاوران بل والمتباعدان؛ فيبني کل واحد على أصل جذوره ما اکتسبه من غيره، وهکذا عادات الناس وإفرازات عقولهم، لا تجد شيئا خالصا على الجملة، إلا ما شذّ، والقياس في أعراف أهل الحل والعقد على المعهود لا الشاذ، وهکذا تراث اليهود بتفاصيله من حيث اللغة وتفاصيل الديانة والأدب، غير أن لليهود خصوصية في تعريف تراثهم، فأدبهم ولغتهم العبرية وحتى تاريخهم لا ينفک عن التصور العقدي؛ جاءنا غالبه في إطار نص العهد القديم، حَمَل على هذه الخصوصية دورانُ العقيدة الإسرائيلية ومسرودها التاريخي على تفاصيل حياة الأسرة اليعقوبية وأبواها إبراهيم وإسحاق.
ولما کانت اللغة العبرية في أصلها فرع ساميّ سارت في کثير من تفاصيلها وفقا للغة الأم التي انبثقت عنها بقية الفروع في رحم الزمن القديم؛ فلا ريب أنها قد أشبهتها في جذور تکوينها، وشابها أثرٌ من أخواتها الأخريات؛ أدبًا ولغةً؛ کعربية الجزيرة شمالا وجنوبا، والآرامية والحبشية والکنعانية، يبدو هذا الأثر واضحا في أدب العهد القديم کسفر أيوب وغيره، وحتى بعد الإسلام وقد کانت العبرية أصابها الضعف والضمور تحت ظروف الشتات في الأرض، فلما انبسطت رقعة الحکومة الإسلامية ونعم اليهود برغد العيش في ظلها، بدأت اللغة العبرية وأدبها يستعيدان عافيتهما، مستمدين من شقيقتها العربية شيئا من قوتها، وذلک بشهادة علماء اليهود، وهذا موضوع البحث.

الكلمات الرئيسية