الکوارث والنکبات وأثرها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في العراق والمشرق الإسلامي خلال القرن الثالث الهجري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالقاهرة

المستخلص

إن الکوارث والنکبات کان لها أثر في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في العراق والمشرق الإسلامي خلال القرن الثالث الهجري، حيث شهدت العراق والمشرق الإسلامي فيه عدد من الزلازل کان أکثرها وقوعا بالمشرق الإسلامي بسبب توافر العوامل المسببة لحدوثه من حيث وجود درجات الحرارة المرتفعة والجبال شديدة الارتفاع، وعدد من السيول والفيضانات کان أکثرها وقوعا بالعراق لوجود کثير من المجاري المائية؛ من الأنهار ومنابعها من المرتفعات التي تحيط بها، من حيث قربها من مصبات الأنهار، وحدوث المد والجزر بنهري دجلة والفرات، لهبوب عدد کبير من الرياح والعواصف عليها في هذا القرن،  کما يمکن القول أن الآثار الناتجة عن النکبات والکوارث هي في الأعم الأغلب آثار سلبية من تهدم للمباني وإزهاق الأرواح، وقضاء على الثروات، إلا أنها في بعض الحالات القليلة التي يمکن حصرها، کانت ذات أثر إيجابي کخروج المياه في العيون من أثر الزلازل، أو قتل بعض الآفات والهوام من جراء السيول، أو إعادة بعض الخلفاء أو الأمراء بناء ما تهدم  على شکل أو طراز أفضل، وبطريقة أحسن مما کان عليه،  کما أن حرائق الأسواق، وغرقها بالسيول والفيضانات، إضافة إلى تهدم الحوانيت من الزلازل؛ کل ذلک أدى إلى ارتفاع الاسعار، وإفلاس بعض التجار، بل وظهور الاحتکار في کثير من الأحيان، کما تحولت الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية السعيدة  إلى أوقات حزن، ومأتم وبخاصة إذا کانت تلک الکوارث قبيل مناسبة سعيدة  کاحتفالات الأعياد والزواج وغير ذلک من المناسبات، کما أوجدت الکوارث والنکبات خلل في الترکيبة السکانية  بالعراق والمشرق الإسلامي خلال القرن الثالث الهجري بسبب ارتحال عدد من السکان الناجين، وکثرة عدد الموتى، مما يؤثر سلبًا على تقدم الحياة بتلک المناطق ليس فقط وقت وقوع الحوادث بل لعدة أعوام متتالية، کما توصلت الدراسة إلى وجود ارتباط وثيق بين الأوبئة والطواعين وبين المجاعات، وأن دور الدولة عند انقطاع الأخبار عن ذلک، لا يعني بالضرورة أن الدولة لم يکن لها دور يذکر في الوقوف بجانب الرعية وتعويضهم عما بأموالهم وديارهم، بل أنها قد عوضت بقدر ما تستطيع، ولعل عدم إبراز دور الدولة عقب  جميع الکوارث والنکبات قد نتج من إغفال کتّاب التاريخ لذلک، أو أن جهود الدولة لم تکن بالإمکانات  حتى تغطي کل هذه التعويضات.

الكلمات الرئيسية