نسق الضّوء في ديوان "مُمْسِكًا بِرِيشَةِ عُصْفُورٍ" للشّاعر التّونسي عبد الفتّاح بن حمودة: قراءات سيميائية مجهريّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المعهد العالي للعلوم الإنسانيّة بتونس: جامعة تونس المنار

المستخلص

شهدت الممارسة الشّعرية العربيّة تطوّرًا ملحوظًا في مستوى المرجعيّات وعلى صعيد الأشكال والأنساق الموظَّفَة، مثلما عرفت تحوّلًا من عتبة المشافهة والإنشاد إلى مدْرج الكتابة والاهتمام بهندسة النّصوص الإبداعية على الورق. وهذا التّغيير الكبير تناسبَ مع تجريب أدوات مهاجرة من فنون وأنساق جمالية مجاورة مثل الفيلم والمسرح والنّحت والرّسم وغير ذلك، ولقد انخرطت التّجربة الشّعرية التونسية في هذا الخط الحداثيّ، ومن الأدلّة على ذلك الطّريق الذي فتحه الشّاعر عبد الفتاح بن حمودة وسار فيه. إذْ عمد إلى الكتابة وإعادة الكتابة، في سعي إلى بناء هوية إبداعيّة متميّزة، ولقد تحقّق له مطلبه بفضل الأدوات والتّقنيات والرّؤى التي استدعاها وأغنى بها قصيدة النّثر، من بين أدوات الكتابة التي ساهمت في صياغة تجربته، وأعلنت عن علوّ شأنها، نذكر استعارة الضّوء المنتشرة في تضاعيف قصائده من خلال مفردات كثيرة ومتنوّعة، مُعبّرة عن الاستعارة المذكورة، وجاعلة منها نسقًا في الكتابة، ونظامًا من أنظمة بناء المعنى وتشييد الدّلالة، ولتقفّي المسارب والكوى الضّوئيّة التي يرسمها الشّاعر ويخطّط لها ويجلّيها في النّسيج النصّي، ارتأينا وجهةً منهجية مخصوصة، تكتفي بالبحث في عتبات النصّ الشّعري، وتفحص مواقع الابتداء والاختتام في القصائد، مع حرصٍ على عدم السّقوط في الاختزال الّذين يمكن أن ينتج عن مثل هذه القراءة المجهريّة. بالإضافة إلى جعل الدّرس النّقدي مفتوحًا على معارف مختلفة منها اللّساني والفلسفي والأسطوري، نظرًا إلى أنّ القصيدة الحديثة عمومًا قصيدة مثقّفة، مستفيدة من فنونٍ ومعارف إنسانيّة على قدرٍ كبيرٍ من التنوّع.

الكلمات الرئيسية


  • قائمة المصادر والمراجع:

    المصادر:

    • الكاتب المقدّس، تمّ جمعه في جي. سي. سنتر، ط.4، مصر الجديد- القاهرة، 1992.
    • بن حمّودة (عبد الفتّاح) (إيكاروس)، ممسكًا بريشة عصفور، دار ميارة للنّشر والتّوزيع، تونس، ط. 1، 2018.

    المراجع:

    الكتب العربيّة والمعرّبة:

    • أوجيه (مارك)، الزّمن أطلالا، ت. جمال شحيّد، مراجعة: سماح حمدي، هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنامة، ط. 1، 2016.
    • باشلار (غاستون)، جماليات المكان، ت. غالب هلسا، المؤسسة الجامعية للدّراسات والنّشر والتّوزيع، بيروت ـ لبنان، ط. 2، 1984.
    • جعفر العلاق (علي)، الدّلالة المرئيّة: قراءات في شعرية القصيدة الحديثة، فضاءات للنّشر والتّوزيع، عمان، ط. 1، 2013.
    • خلف (فاروق)، الشّعر والحضارة والصّورة: كيف تُكتب قصيدة النّثر، الخماسين للتنمية الشّاملة، شبين الكوم، مصر، ط. 1، 2010.
    • عبيد (محمد صابر)، مرايا التّخييل الشّعري، جدارا للكتاب العالمي، عمان ـ الأردن، ط. 1، 2006.
    • كالفينو (ايتالو)، ستّ وصايا للألفية القادمة (محاضرات في الإبداع)، ترجمة وتقديم: محمّد الأسعد، مراجعة: د. زبيدة أشكناني، سلسلة إبداعات عالميّة، العدد 321، المجلس الوطني للثّقافة والفنون والآداب، دولة الكويت، 1999.
    • مؤلّف جماعيّ، معجم السّرديّات، إشراف محمّد القاضي، دار محمّد علي للنّشر ـ تونس، ط. 1، 2010.
    • محمد شهاب (أثير)، الدّيكور الشّعري محاولات تأسيسية، دار علاء الدين للنشر والتوزيع والتّرجمة، دمشق، ط. 1، 2012.
    • محمود الدّوخي (حمد)، المونتاج الشّعريّ في القصيدة العربية المعاصرة، دار سطور للنّشر والتّوزيع، العراق ـ بغداد، ط. 2، 2017.
    • مكّاوي (عبد الغفّار)، ثورة الشّعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر، الجزء الأوّل: الدّراسة، مؤسّسة هنداوي، المملكة المتّحدة، 2021.
    • الياد (مرسيا)، المقدّس والعادي، ت. عادل العوا، دار التّنوير للطّباعة والنّشر والتّوزيع، 2009.
    • يحياوي (رشيد)، الشّعر العربيّ الحديث، دراسة في المنجز النصّي، أفريقيا الشّرق، الدّار البيضاء، 1998

    الكتب الأجنبيّة:

    • Jean Chevalier et Alain Cheerbrant, Dictionnaire des symboles, Robert Laffont / Jupiter, Paris, 1982.

    المقالات:

    • بومرزاق (عيّاد)، «قصيدة النّثر ومتصوّر اللّغة»، مجلّة نصوص من خارج اللّغة، عدد 9، مارس 2010.
    • راشدي، (محرز)، «في جينالوجيا الدالّ الشّعريّ الرّومنطيقي: بحث في النّسب المفهوميّ»، مجلّة فصول، عدد 97، الهيئة المصرية العامّة للكتاب، 2016.
    • ـــــــــــــــــــــــ، «الخطاطة العمودية النّاظمة لأبنية الخيال الشّعري»، مجلّة عالم الفكر، العدد 181، يناير ـ مارس 2020.

    ستيتكيفيتش (سوزان)، "القصيدة العربية وطقوس العبور"، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، الجزء الأول، المجلد الستّون، 1985.