معرکة کوسة داغ (641هـ /1243م) وآثارها علي دولة سلاجقة الروم

 اﻟﺣﻣــد ﷲ رب اﻟﻌــﺎﻟﻣﯾن، واﻟــﺻﻼة واﻟــﺳﻼم ﻋﻠــﻰ أﺷــرف اﻷﻧﺑﯾــﺎء واﻟﻣرﺳــﻠﯾن ﺳــﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣــد وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﻪ أﺟﻣﻌﯾن واﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻬم ﺑﺈﺣﺳﺎن إﻟﻰ ﯾوم اﻟدﯾن ٍ. أﻣﺎ ﺑﻌد: ﻓﻘـــد ﺷـــﻬد اﻟﻘـــرن اﻟـــﺳﺎﺑﻊ اﻟﻬﺟـــري /اﻟﺛﺎﻟـــث ﻋـــﺷر اﻟﻣـــﯾﻼدي ﻫﺟﻣـــﺔ ﺑرﺑرﯾـــﺔ ﻫﻣﺟﯾـــﺔ ﻋرﻓـــت ﺑﺎﻟﻐزو اﻟﻣﻐوﻟﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟذي ﻛـﺎن ﻣـن أﺳـﺑﺎﺑﻪ أطﻣـﺎع اﻟﻣﻐـول ﻓـﻲ ﺑﻠـدان اﻟﻌـﺎﻟم اﻹﺳــﻼﻣﻲ وﻣــﺎ ﺗﺣوﯾــﻪ ﻣــن ﺧﯾــارت، وﻓــﻲ إطــﺎر ﻫــذﻩ اﻟﻬﺟﻣــﺔ اﻟــﺷرﺳﺔ ﻧــﺷﺑت اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﻣﻌـــــــﺎرک واﻟـــــــﺻداﻣﺎت اﻟﻌـــــــﺳﻛرﯾﺔ، وﻛـــــــﺎن ﻣـــــــن ﺑﯾﻧﻬـــــــﺎ ﻣﻌرﻛـــــــﺔ ﻛﺑﯾـــــــرة اﻧـــــــدﻟﻌت ﻋـــــــﺎم م (ﺑﯾن ﺳﻼﺟﻘﺔ اﻟروم ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻣﻐول ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧـرى، وﻣـن اﻟﻣﻼﺣـظ ١٢٤٣/ﻫـ٦٤١) أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣـن أﻫﻣﯾﺗﻬـﺎ ﻟـم ﯾﺗﻌـرض ﻟﻬـﺎ أﺣـد ﻣـن اﻟدارﺳـﯾن ﻋﻠـﻰ ﺣـد ﻋﻠﻣـﻲ، ورﺑﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟک :ﻋدم ﺗواﻓر اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻌرﻛﺔ؛ ﺣﯾـث إن ﺗﻔﺎﺻـﯾﻠﻬﺎ ٕ ﻟـــم ﺗـــذﻛر ﻓـــﻲ ﻛﺗـــب اﻟﻣـــؤرﺧﯾن اﻟﻣـــﺳﻠﻣﯾن اﻟﻣﻛﺗوﺑـــﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐـــﺔ اﻟﻌرﺑﯾـــﺔ، واﻧﻣـــﺎ اﻛﺗﻔـــﻰ اﻟـــﺑﻌض ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﺷدﯾد، وﻗد ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻹﺷـﺎارت ﻧﺎﻗـﺻﺔ ﻏﯾـر ﻣﻛﺗﻣﻠـﺔ ﻣـن ﺣﯾـث أﺣـوال طرﻓــﻲ اﻟﻣﻌرﻛــﺔ ﻗﺑﯾــل ﻧـﺷوﺑﻬﺎ، ﺛــم ظــروف ﻧــﺷوب اﻟﻣﻌرﻛـﺔ، ووﻗﺎﺋﻌﻬــﺎ وآﺛﺎرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺻارع اﻹﺳــﻼﻣﻲ ـ اﻟﻣﻐــوﻟﻲ، وﻣــن ﺛــم ﺗطﻠــب اﻷﻣــر دارﺳــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌرﻛــﺔ ﻣﻌﺗﻣــدا ﻋﻠــﻰ ً ﺑﻌــض اﻟﻣــﺻﺎدر اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ واﻷﺟﻧﺑﯾــﺔ اﻟﻣﺗرﺟﻣــﺔ وﻏﯾــر اﻟﻣﺗرﺟﻣــﺔ، وﯾــﺄﺗﻲ ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣـــﺻﺎدر ﻛﺗـــﺎب ﻣﺧﺗـــﺻر ﺳـــﻠﺟوﻗﻧﺎﻣﻪ وﻫـــو ﻣـــن ﻣؤﻟﻔـــﺎت اﻟﻘـــرن اﻟـــﺳﺎﺑﻊ اﻟﻬﺟـــري ﻟﻣؤﻟـــف ﻣﺟﻬـــول واﻟـــذي ﯾﻌـــد ﺗﻠﺧﯾـــﺻ ﺎ واﺧﺗـــﺻﺎرً ّ ( ا ﻟﻛﺗـــﺎب )اﻷواﻣـــر اﻟﻌﻼﺋﯾـــﺔ ﻓـــﻲ اﻷﻣـــور اﻟﻌﻼﺋﯾـــﺔ ً
﴿٦٠٠﴾
واﻟـــذي أﻟﻔـــﻪ ﺣـــﺳﯾن ﺑـــن ﻣﺣﻣـــد اﻟرﻏـــدى اﻟﻣﻌـــروف ﺑـــﺎﺑن اﻟﺑﯾﺑـــ ّ ﺑـــﻲ » ﻲ ﻧـــﺳﺑﺔ إﻟـــﻰ واﻟدﺗـــﻪ ّ .(١)«ﺑﻲ ( ﻣوظﻔﺎ ﻓﻲ ﺑﻼط اﻟـﺳﻠطﺎن ﺣﯾـث أﺗـﺎح ﻟـﻪ ﻣﻧـﺻب واﻟـدﻩ٢)ﻛﺎن أﺑوﻩ اﻹطـﻼع ﻋﻠـﻰ وﺛـﺎﺋق ً ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ، وأﺧﺑــﺎر اﻟدوﻟــﺔ ﻋــن ﻗــرب، واﺳــﺗﻣر اﻟﻣؤﻟــف ﻣﻘرﺑــﺎ ﻣــن ﺳــﻼطﯾن دوﻟــﺔ ﺳــﻼﺟﻘﺔ ً م( واﻟﻛﺗﺎب ﻣﺣﻘق ١٢٨٠/ﻫـ٦٧٩) اﻟروم ﺣﺗﻰ وﻓﺎﺗﻪ وﻗد اﻧﺗﻬﻰ ﻣن ﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻫذا ﺳﻧﺔ وﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺎرﺳﯾﺔ، وﻟوﻻ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻟﺿﺎع ﺗﺎرﯾﺦ دوﻟـﺔ ﻣـن أﻫـم اﻟـدول اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ، ﻫــﻲ دوﻟــﺔ ﺳــﻼﺟﻘﺔ اﻟــروم، اﻟﺗــﻲ ﻣﻛﻧــت ﻟﻠﺣــﺿﺎرة اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻣــن اﻟﺗــوطن واﻻﺳــﺗﻘارر ﻓــﻲ ّ وﻗــد ﻗــﺎم أﺣــد اﻟﻣــؤرﺧﯾن وﻫــو ﻣﺟﻬــول اﻹﺳــم ﺑﺎﺧﺗــﺻﺎرﻩ ﻓــﻲ ،( ﺑــﻼد اﻟــروم )آﺳــﯾﺎ اﻟــﺻﻐرى ﻣﺟﻠد واﺣد ﺑﻌﻧوان "ﻣﺧﺗﺻر ﺳﻠﺟوﻗﻧﺎﻣﻪ "وﺗرﺟم اﻟﻣﺧﺗﺻر إﻟﻰ اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ، وﻟـم ﯾﺗﯾـﺳر ﻟــﻲ اﻻطــﻼع ﻋﻠــﻰ ﻛﺗــﺎب اﺑــن اﻟﺑﯾﺑــﻲ، ﻓﻛــﺎن اﻋﺗﻣــﺎدي ﻋﻠــﻰ ﻛﺗــﺎب ﻣﺧﺗــﺻر ﺳــﻠﺟوﻗﻧﺎﻣﻪ،