التوجهات النحوية لـ يحيى بن حمزة العلوي من خلال المنهاج في شرح جمل الزجاجي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الازهر

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، سبحانه سبحانه، لا خير إلاَّ منه، ولا فضل إلا من لدنه، علام الغيوب، بيده أزمة القلوب، سميع لراجيه، قريب ممن يناجيه، وصلى الله على من هدانا به بعد الضلالة، وعلمنا به بعد الجهالة، ورضي الله عن آله الأبرار وأصحابه الأخيار، وسلم تسليماً کثيراً.
أما بعــد،،،
فقد شهدت اليمن في القرنين السابع والثامن الهجريين حرکة علمية وأدبية، ترکت تراثاً کبيراً، وکنزاً ثميناً من العلوم العربية والإسلامية جديرين بالإکبار والإجلال، فالتراث مصدر إشعاع لحاضر الأمة ومستقبلها، فهو رصيدها الباقي، وذخيرتها الثابتة، ومدَّخرها المعبِّر عما کانت عليه، ومرآة تطورها الحضاري، وتقدمها في العلوم والآداب.
والأمم بماضيها قبل أن تکون بحاضرها، وفرق بين أمة لها موروث، وأمة لا موروثَ لها، وما حرصت الأمةُ العربية على تراثها إلاّ لکي تعيشَ حاضراً موصولاً بماضٍ، ولکي تبني على الماضي العتيد حاضرها الوطيد، ولاشک أن التراث هو وسليتنا إلى هذا الوجود الحي.
ومن العلماء الذين شارکوا في الإبداع الحضاري للأمة الإسلامية في فنونها العربية، وکانوا رموزاً لتلک النهضة، ووصلوا الماضي بالحاضر – الإمام يحيى بن حمزة العلوي، بما ترکه من التصانيف الحافلة في جميع الفنون العربية ... حتى قيل: إنها بلغت مائة مجلدٍ، بل إنّ کراريس تصانيفه زادت على عدد أيام عمره ( ).
وکان من مؤلفاته شرح جمل الزجاجي، الذي سماه (المنهاج في شرح جمل الزجاجيّ) فيعد من أجمع شروحها، وأغزرها مادة، وأسهلها فهماً، فقد حلّ ألفاظها، وبيّن مرادها، وذلل صعابها، وکشف نقابها، بما أودع فيه کثيراً

الكلمات الرئيسية