ابن آجُرُّوم الصنهاجي (ت 723هـ) وموقفه من الاتجاهات النحوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأزهر الشريف

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، سبحانه سبحانه، لا خير إلاَّ منه، ولا فضل إلا من لدنه، علام الغيوب، بيده أزمة القلوب، سميع لراجيه، قريب ممن يناجيه، وصلى الله على من هدانا به بعد الضلالة، وعلمنا به بعد الجهالة، ورضي الله عن آله الأبرار وأصحابه الأخيار، وسلم تسليماً کثيراً.
أما بعــد ،،،
فقد خلَف أسلافنا الأمجاد تراثا کبيرا وکنزا ثمينا من العلوم العربية والإسلامية، جديرا بالإکبار والإجلال، إلا أن کثيرا منه لم يزل مخبوءا بين جدران المکتبات العامة، ودور الکتب الثقافية، تحيط به أغشية من خيوط العنکبوت، وتغطيه طبقة من غبار السنين؛ لذا يجب على الباحثين توجيه عنايتهم واهتمامهم بهذا التراث الضخم، وتحقيقه ونشره، وبلورة ما يشتمل عليه من أفکار غالية، وإبراز ما فيه من کنوز ثمينة إلى حيز الوجود ليتيسر الانتفاع به، والإفادة منه، ليکون أساسا لبنــاء حاضر، يقوم عليه مستقبل زاهر.
وإن من أجل ما وضع في علم النحو من المقدمات المختصرة، واللمع المتخيرة – مقدمة الشيخ الفقيه المقرىء المحقق المجود ... أبي عبد الله محمد بن داود الصنهاجي المعروف بابن آجروم، فهي مفتاح اللسان، ومصباح غيب البيان، استغنى بها المبتدىء، وابتدأ منها المجتهد.
لذا کثر إقبال العلماء عليها ما بين شارح لها، ومختصر لشروحها المطولة، وواضع حواشٍ على شروحها وتتميمها، وصياغتها نظما ...
وهذا بحثٌ کشفتُ فيه النقاب عن ابن آجروم واتجاهه النحوي، وأثبت فيه أن ابن آجروم ممن جمع بين النزعتين خلافا للإمام السيوطي - رحمه الله- الذي زعم أنه کوفي المذهب.
وسوف أتناول في هذه الدراسة ثلاثة فصول، يندرج تحتها مباحث:

الكلمات الرئيسية