دور النخب الخائنة فى إطالة أمد الصراع العماني – البرتغالي فى ساحل شرق أفريقيا دراسة حالات حکام ماليندى وفازا وزنجبار 1652- 1698.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الأفريقية العليا، جامعة القاهرة، مصر.

المستخلص

بحلول عام 1620م ، حطَّم البرتغاليون – تقريبًا - التجارة البحرية العربية فى المحيط الهندي، وقطعوا التواصل العربى مع ساحل شرق أفريقيا، وأصبحت المنطقة بِشقّيها العربى والأفريقى غارقة في أزمة اقتصادية خطيرة. وقد استجاب الشعب العمانى لهذا التحدي من خلال القتال بقوة، والنجاح أخيرًا عام 1650م فى طرد البرتغاليين من مسقط التى ظلت قلعتهم فى شبه الجزيرة العربية طوال مائة وخمسين عامًا، وتحرير الساحل العماني کله، واستعادة دورهم التقليدي کتجار بحريين في المحيط الهندي،. وبعد ذلک الانتصار الکبير شعر مسلمو شرق أفريقيا بأن وقت تحررهم قد حان، خاصة أهالي مُمباسا وزنجبار وبمبا، الذين أرسلوا رسائل ووفود سرية تطلب العون من أئمة عمان للتخلص من البرتغاليين. وتوالت حملات الإمام سلطان بن سيف (1649- 1680م) والإمام سيف بن سلطان الأول (1692- 1711م) على ساحل شرق أفريقيا لتحريره طوال سنوات حتى سقوط قلعة يسوع عام 1698م.
جاء تحرير العمانيين لساحل شرق أفريقيا استجابة لرابطة الدين، والجذور التاريخية الأصيلة للوجود العربى فى هذه المنطقة، کما جاء أيضًا فى إطار استراتيجية تحرير التجارة وتأمينها، حيث استخدم البرتغاليون أقصى درجات العنف لتفکيک المجتمعات الأفرو- عربية والأفريقية، والقضاء على الکيانات التجارية والاقتصادية، کما شکلوا حاجزًا بين ساحل شرق أفريقيا والأسواق الخارجية شرقًا عبر المحيط الهندي، وجَنوا - تبعًا لذلک- أرباحاً طائلة، فى حين عانى أهالي الساحل من شظف العيش نتيجة الحصار السياسى والاقتصادى والثقافى الذى مارسه البرتغاليون ضدهم. فقد اتسم الوجود البرتغالى فى شرق أفريقيا بالاستخدام المفرط للقوة، والافتقار إلى الدبلوماسية، واللامبالاة تجاه الشؤون المحلية.
لم يستفد من الوجود البرتغالى إلا نخبة تعاونت مع البرتغاليين، وساهمت بمؤازرتها لهم فى عرقلة التقدم العماني لتحرير ساحل شرق أفريقيا، وصمود البرتغاليين لوقتٍ أطول، مثل: الأمير داوود حاکم فازا، والملکة فاطمة بنت حسن ملکة زنجبار، وحاکم ماليندى، يعود ذلک لارتباط مصالحهم التجارية مع البرتغاليين، إضافة لنجاح البرتغاليين فى صناعة وتصعيد نخب محلية موالية لهم. کانت مواقف تلک النخبة الخائنة خارجة عن إجماع باقى حکام وأهالى ساحل شرق أفريقيا المنحاز والداعم للقوات العمانية.
بناءً عليه، ترتکز الدراسة على ثلاثة محددات أساسية، المحدد الأول: الآثار المترتبة على إخضاع التجارة فى شرق أفريقيا للسيطرة الکاملة للبرتغال، إضافة لتتبع الرسائل والوفود السرية التى أرسلها أهالى ساحل شرق أفريقيا لطلب المساعدة من أئمة عمان. المحدد الثانى يتناول، دور النخبة الموالية للبرتغاليين فى إطالة أمد الصراع العمانى – البرتغالى فى ساحل شرق أفريقيا. أما المحدد الثالث فيناقش، دور أهالي ساحل شرق أفريقيا فى التعاون مع القوات العمانية من أجل طرد البرتغاليين، وتحرير الأرض، والمياه، والتجارة من محتکريها، الذين أضروا بمصالح مختلف الأطراف الفاعلة – القدامى والجدد-  المستفيدة من تجارة المحيط الهندى.
والواقع، أن هذه الدراسة لا تسلط الضوء على دور النخب فقط، بل سعت أيضًا، لرصد دور أهالى  الساحل الرافضين للاستعمار البرتغالى، وإماطة اللثام عن مساهمتهم فى تحرير ساحل شرق أفريقيا بمساعدة العمانيين. کما حاولت الدراسة توثيق تفاعل العلاقات بين العمانيين وأهالى الساحل من ناحية، والنخب الحاکمة وعلاقتهم بالبرتغاليين من ناحية أخرى، مع رصد مختلف المسالک والقنوات التى أسهمت فى بلورة هذه العلاقات، اعتمادًا على ما أمکن الحصول عليه من وثائق برتغالية ومخطوطات ووثائق عربية وبريطانية تؤرخ لتلک الفترة التى شهدت ذروة تفاعل العلاقات العمانية - البرتغالية فى شرق أفريقيا.
الکلمات المفتاحية: العمانيون، البرتغاليون، ساحل شرق أفريقيا، ماليندى، زنجبار، مُمباسا.
The Role of the treacherous Elite in Prolonging the Omani-Portuguese Conflict in East Africa
1652- 1698
Sherine Mubarak Fadlallah
Lecturer of Modern and Contemporary History, Graduate School of African Studies, Cairo University, Egypt.
E-mail: Shireen.mubarak@cu.edu.eg
Abstract: By 1620 the Portuguese had virtually wrecked Arabian maritime trade on the Indian Ocean and with the shifting of trade routes away from the Peninsula, in addition to other factors, the area became engulfed in a grave economic crisis. The Omani people responded to this challenge by vigorously (and finally successfully) combating Portuguese encroachment and restoring their traditional role as maritime traders in the Indian Ocean. This encouraged the people of the East Africa coast to seek assistance from the Omanis to get rid of the Portuguese and the monopolistic policy.
The liberation of the East African coasts by the Omanis cames as a response to the bond of religion and the original historical roots of the Arab presence in this region, as well as to liberalize and secure trade.  Only the elite who collaborated with the occupiers benefited from the Portuguese and helped them to obstruct the Omani progress to liberate the East African coast.
The paper is based on three determinants. The first is the implications of subjecting trade in East Africa to the full control of Portugal and following the messages and messages sent by East African coasters to seek help from the imams of Amman. The second determinant addresses the role of the pro-Portuguese elite in prolonging the Omani-Portuguese conflict in East Africa. The third determinant discusses the role of East African coast people during the research period in cooperating with the Omani forces to expel the Portuguese, liberating the land, water and trade from their monopolists, who harmed the interests of the various actors - old and new - benefiting from the Indian ocean trade.
This study is an effort to look at the history of part of Africa and to show that in a different historical framework the area and its people did play an important role in the continuous drama of world, Especially in this crucial century of the history of the interactions of Omani-Portuguese relations in East Africa.
 
 

الكلمات الرئيسية